حين اشترى ذلك البيت فاجأه سعره الذي بدا وكأن أصحابه يرمون بمالهم في سلة المهملات ولكن الجميع أقنعوه أنها هبة من الله ورزق أراده الله له ،
شعر بسعادة لم يكن ليشعر بها سابقا، فها هو يركن إلى الراحة بعد سنين من العذاب بين عقد إجار أنتهى وآخر صاحب البيت لم يقبل بتجديده،ما أجمل الراحة بعد التعب، هذا ما كان يحدث به نفسه كل يوم بعد عودته من عمله الطويل..
لم يكن قد مضى على فترة إقامته في البيت الجديد سوى أيام قليلة، وفي ذلك المساء حين أوقف سيارته في مدخل بيته في ذلك الشارع الممتد أبدا
هي أنتَ: أين بطاقتك الشخصية؟هكذا قال الشرطي بغروره المعتاد
مدّ يده إلى جيب قميصه، أخرج البطاقة مدها إلى الشرطي
ودون أن يرى تفاصيل تلك البطاقة الخضراء
بادره بسؤال جعل جسده يرتعد:أتسكن هنا
أجابه : نعم سيدي ، وهذا بيتي
حسنا سأسامحك هذه المرة ولكن لا تعد إليها ثانية
سيدي ولكن مالقصة
ألا تعلم أنه يحضر دخول هذه المنطقة والتجوال بها بعد العاشرة مساء
ولكنه بيتي ومنطقة سكني
ألا تفهم أنت ، فالسيارات التي تمر من هنا وتتوقف فجأة تزعج السيد أبا العلا، ونحن هنا لنحافظ على هدوئه ....
ودون انتظار جواب راح الشرطي يذرع الشارع بتباه عجيب
في حين دس بطاقته بجيبه
نظر في السور المقابل لمح من بعيد الأضواء الخافتة وتناهى إلى سمعه أصوات الغناء تنبعث من ذاك القصر المنيف ، وانسابت إلى أنفه روائح الخمر والنساءو...
ابتسم ! غبي أنا كيف لي أن أفسد ذاك الهدوء،...
في الشرفة وعلى بعد أمتار منه صرخت زوجته أولسنا جميعا أولاد تسعة....