بسم اللهـ الرحمن الرحيم..
كتبت موضوعي هذا وهو عبارة عن (تأمل في الأعجاز النبوي)...
وأرجو من الله أن تصلكم الفائدة...
بداية نتعرف على محتوى موضوعي....
* المقدمة
*الموضوع
*الفوائد
*الخاتمة
مقدمه...
أيهما أسرع:النخلة أم قيام الساعة؟؟؟
يقف المرء أحيانا أمام بعض الآيات والأحاديث ويعجب من مغزاها..حيث أنها تتنافى
مع المنطق طبعا منطقنا المحدود...فكما أننا لانسمع كل الأصوات فإننا أيضا لاندرك
كل الحكم ولا نحيط بكل المنطق..
من ذلك هذا الحديث العجيب الرائع من النبي صلى الله عليه وسلم عندما يبدأ بقوله :
(إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة ،فاستطاع ألا يقوم حتى يغرسها )
عجبا من هذا الحديث الذي يربكنا!!
فالشجرة لن تثمر -حسب خبرة العلماء- قبل سبع سنوات...فكيف بالمعلم الحكيم
صلى الله عليه وسلم ..يضع أمور الدنيا الطويلة الأجل قبل أمور الآخرة والتي
ستحصل بعد ثواني؟؟؟
لقد كان من المتوقع أن يقول النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الموقف الصعب:
أن يترك الناس ما بأيديهم من أعمال الدنيا، ويتجهوا لخالقهم منطرحين بين يديه..
أو أن يحثهم على المسارعة في التوبة إلى الله والرجوع والإنابة إليه...
لكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدع إلى شيء من ذلك،بل دعا من كانت بيده فسيلة
واستطاع أن يغرسها فليغرسها..
من اسلوب الحبيب المصطفى الإبداعي أن يؤخر الحكمة حتى ينمي لدينا مهارات التفكير،
ويجعلنا نتعلم بأنفسنا ونستقي الحكمة بتفكيرنا..
لذا يستكمل الحديث ليبين لنا الحكمة بهذه الجملة : (فليغرسها فله بذلك أجر)
من هنا ننطلق لنتعرف على إعجازه صلى الله عليه وسلم في الحكمة :
(طريق الآخرة هو طريق الدنيا بلا اختلاف ولا افتراق)
وفي هذا إشارة أن ليس في الإسلام طريق في الآخرة اسمه العبادة ،وطريق آخر للدنيا
اسمه العمل ،فكلاهما طريق واحد..أوله في الدنيا وآخره في الآخرة...